اعلان منبثق

Monetize your website traffic with yX Media Monetize your website traffic with yX Media

اعلان

>>

3

2

d

الأربعاء، 2 فبراير 2011

أمينة تلهث في مسارب الوقت

الشاعرة زهور سحيرة

أمينة تلهث في مسارب الوقت
تخوض غمْرَة الوحَل
تتقدم بخطى المحزون..
من غمام الصبح ،
تغزل خيوط الوحشة
على عتبة الجرح ..
ترعى أحواض الزهر
في عيون هلال مغبون
بين المغرب والفجر
أربعة نجوم ترابط في الأفق
ترسم حدود البين
اثنين .. اثنتين
ترعاهم على صهوة العمر
وتحرسهم بعين الرضا ..
توقع الحضور على أوتار الغياب
تعانق الضوء المنفلت
ليستقرّ على كاهل القهر..
يغفو الهلال، يسدل الجفون
وأمينة ما زالت
تخوض غمرة الوحَل
تتوسّد الوحشة
على ذراع الوقت..
**
في العتمة ، تبحث أمينة عن منفد
تتفقد الحلم المصلوب
على جدار المحنة والصمت
تتعقب ما يتسرب من بين أهداب الضوء
تلتقط ما تساقط منه
لتتوضأ .. وتنسج لباسا أبيض
تعبر عن الفرح والسّعد
غدا تحتفل الأرض
بعيد الأم ..
ستنشر الأمومة على حبال التضحية
تزركش خمارا بلون العتاب
تطلقه في مهبّ الرّفض ..
تشق ابتسامة طاعنة في الحزن
تشققات الوجود الذبيح
على مقصلة الواجب والفرض
وتخفض الطرف استحياءاً
ستقصّ ضفيرة الفراغ
وينفرط عقد الشجَن ..
والبياض المرجوج بإعصار العنجهية
سيجثت جذور الباطل ..
من تراب الوقت
**
هاهي أمينة تلملم شظايا الماضي
تخلطها بشتات الحاضر
معجون بالطين والوحدة
تسكن زاوية سربلها الظلام
في ذاكرة النسيان
تتسلق هامة الشرود ..
تنفخ في رئتي الغربة
أنفاس الضيق
يزيغ البصر ..
تدّاخَل ُ الأحجام والألوان
وتستجمع فتات عزيمة مترهّلة
تواجه بها ما تبقى ..
من صروف الوقت
**
أمينة تحفر جدار الصمت
تستنطق تفاصيل الفقد
تترقب رذاذ المطَر
حين تتناسل الغيوم
ويخصب رَحِم السماء
يفرز ضِرْعُها ما يدْرأ الصّدى
يبلل عروقا ..
تشنّجتْ في انتظار الربيع
أمينة تحب ابتسامة الخضرة
على شفاه أشجار الخوخ والمرمرْ
تلتهم خياشيمها ..
أريجَ البابونج والزعتر
بالأمس نضبتْ بين حَدَقتيها أحواض الزهر
داسها الحزن بالأقدام
أكمامُها تناثرت
ذوت براعمها
وانتصبت مكانها
أشواك / فاكهة المَقت
تساقطتِ الأمنيات
تطايرغبارُ السّر
ونزفتْ أمينة ..
نزفت في مسالك الوقت
وهي تغمغمُ ...
تلعنُ الوقت...؟!

 

 


ليست هناك تعليقات: